خواطر

الواقع المرير

نظرت إلى الماضي وتأملته وتفحصته.. ويا ليتني ما فعلت..يا ليتني لم أفتح مداخل النفس ولم أقرأ سطور العمر في دفتر الأيام..
تأملت جنوني.. وشجوني.. رأيت كم كنت سعيدة برغم ظلم الأيام وظلمك لي..
كنت أملك قدرة هائلة على التجاوز والتحمل.. لكن الآن ما عدت أملك هذه القدرة التي أحتاجها أكثر من ذي قبل.. بت ضعيفة لا أقوى على احتمال الأذي ولا استطيع تجرع الحرمان والعذاب.. هل فهمت الدرس الآن؟.. لقد انتهى عهد تلك المجنونة التي كانت تتحمل ترهاتك وكل ما يصدر منك..
لن أنكر بأن قلبي يهفو إلى العودة ليقيني أن الأيام تعيسة بغير جنون الحب! لكني بالمقابل سأحدثك عن العذاب الذي انفتح على دنياي حين استمعت إلى صوت عقلي.. عقلي هذا يا سيدي موقد الجحيم الممض، لم أتعود السماع إليه، لكنه يلح الآن أكثر من ذي قبل. فأنا حين أنظر من خلاله وأتأمل الأشياء بعينه أجد الفراغ يحيط بالمكان ولا أجد مبرراً واحداً يحملني على احتمالك أو احتمال تصرفاتك..
أتعجب إذاً فكيف تحملتك في السابق.. من دون أن أبدي أي نوع من الضجر أو المقاومة.. لقد كنت في نعيم أحسد عليه، لكن هذا سرعان مازال وعاد العقل ليكون سيد الموقف ولسان الحال الناطق.. فأري أيامي مذبوحة بمدية الواقع المرير، حتى قلبي نفسه أصبح ضيقاً حرجاً لم تعد فيه مساحة لآخر.. ناهيك أن تكون فيه مساحة لك لتعود إلى عبثك به.
ناديت على أيام جنوني السابقة برغم كل شئ، ناديتها ورجوتها أن تعود فالحياة بدونها ملل والعيش من غيرها لا يحتمل.

خواطر

له العمر كله

له العمر كله.. له هو ولا لأي أحد سواه..
سوف أمنحه ما أملك ولا أملك..
سأناديه بكل خفقات قلبي نبضاً نبضاً حتى يدرك شوط النداء مسعاه في الحنين..
افتقدته صوتاً كان بالأمس رنيناً حالماً في باحة أذني
افتقدته يداً تمتد نحوي حنواً دافئاً
افتقدته قلباً فتح لي نوافذ الحياة واسكنني غرفاته البهية..
افتقد عيناه اللتان كانتا وطني الذي أهفو إليه كلما لج بي المسير وتاهت خطاي..
لو كنت أعلم أن النهاية قريبة إلى هذا الحد لكتبت له في كراسة الصبر الانتظار ولصرخت بأعلى صوتي راجية البقاء حتى يضيق عن صراخي الفضاء حتى يكف عن هذا الرحيل..
سأعطيه ما تبقى من عمري وأهديه كل ما عندي لعله يمدني بأسباب الحياة معه ويغرف لي من معينه الزاخر الفياض ودفقه الثر ويروى ظمأ أيامي بأريج نفحه السّكاب..
سأتتبع خطاه أينما حلت حتى أصل إليه وأكشف له عن كنزه الذي خبأه في ثنايا روحي الملتاعة شوقاً إليه..
كل هذا له وحده ذلك الغائب الحاضر في دنياي…

خواطر

لست رقماً في حساباتك

هل قرأت الورقة التي كتبتها لك وتركتها بين أوراقك المتكومة على مكتبك؟
أعلم أنك ستراها وستقف عند قلة أرقامها!!
أعلم أنك تكره الخسارة .. عهدت قلبي يحبك أكثر من هذه الأرقام..
كم هو مؤلم أن تتعامل مع الحب بمنطق الأرقام.. بفكرة الربح والخسارة..
هل الحب عندك مشروع كأي مشروع لا تبحث الا لربح من ورائه.؟
هل للحب ثمن؟ هل للشوق قيمة مادية؟
يا من سكنت فؤادي خذ ما تريده، فأنا لا أريد منك سوى الأمان لقلبي..
أخاف عليّ منك في غدر الأيام..
أخاف الغد وما يخبأه لي من مصائب ومحن..قلبي هذا يخشى أن يكره..
أرجوك كفكف من نظراتك إليّ بهذه الطريقة التي عهدتها منك..
أرها فيها قوة لا يبيدها الزمان..
ورغم ذلك أرى فيها تواضعاً جميلاً
أنا لا يهمني المظهر إن لم يكن يحمل في طياته جوهراً
انتظر منك أن يجيبني هل تبدو أساليبي في التعامل معك مقيدة ومكبلة؟
أم إنك رجل من طراز آخر؟
إن امتلكتني فاعلم أنك لم تأتِ بجديد فلست في مخيلتك سوى رقم من الأرقام العابرات..
أما عني فحبي لك في سويداء قلبي لا يتزحزح ولا تبليه الأيام..
أبعد كل هذا أصير مجرد صفقة في سجل مضارباتك؟
قل لي ماذا أكون في حسابك يا “رجل الأعمال”!؟

خواطر

من يرد قلبي إلي؟!

يا سيد القلب..
هل تعلم أن رحيلك هذا لا يمثل لي نهاية حياة بل بداية كون من العذاب؟
أنا لم أظهر لك حزني الذي أطويه في قلبي..
لم أريك دموعي المنسابة والتي أكفكفها فقط في حضرتك وأجمدها في مقلتيّ للحظات ثم تنساب غزيرة في بعادك..
لم ألح عليك لتبقى..
ولم أقل لك كلمة الوداع أو إلى لقاء.. كنت واثقة أن لا لقاء يجمعنا ثانية..
لن ألومك مطلقاً فلا ذنب لك في فراقنا.. الذنب ذنبي أنا التي أحببت قلباً قاسياً لا يعرف معنى الحب.. لكن من يرد لي قلبي من مهاوى الضياع؟
هل يملك الزمن ثوانيه ليعود إلى نقطة البدء حين كنت أملك حق الاختيار والرفض..؟
حلمي وقتها طغى على الواقع وأغرق المستحيل في بحار من الآمال …
أنا لا أرغب في العودة إليك ولا أريد الحياة معك مجدداً..
فقط أريد أن استرد قلبي ذلك الذي أحبك بصدق وأخلص إليك ولم يخنك..
أريده أن يعود وقد تعافى منك ولم يعد لك أثر فيه..
أرجوك أن لا تحاول أن تنفذ إليه ثانية فوجودك الآن كالعدم في حياتي..
أرحل ما شاء لك الرحيل.. فقلبي استعذب ألمه في بعادك..
وما عدت طبيبه المداوي كما كنت سابقاً
ارحل.. فلا كلام يجدي معك ولا دموع..

خواطر

حلم قصير الليل

يتجاور ظلك خلف أسئلة وضوحي.. وتستقيم الحيرة أعمدة في مغمار الحيرة.. حين أخصك بهذا الحديث وأنت ممعن في غيابك غير المبرر.. هل من سبب يسرّب الاقتناع إلى قلبي ويعيد ترتيب الطمأنينة إلى جوانحي..
خذ صمتك زورقاً في تيه أسئلتي وأعبر ما شاء لك العبور، مضيقاً في إثر مضيق، ستجدني أطرق الأبواب بأسئلتي الحيرى، أعلم أن الصدى سيكون الجواب فلسانك لا يطاوع الحقيقة وقلبك يجافى الصواب..
دموعي هنا تسيل لما أنا فيه من حال بائس كئيب.. أيعقل أن يكون التجافى من بعد ما كان التصافي..؟
أين ذلك القلب أحببته وأحبني؟ أين ذلك الفؤاد الذي رشّ في دنياي كلماته النديات؟ أين تلك الروح التى حوّمت في مداري وصنعت قوس قزح مضئ القسمات؟ أين ذلك العقل الوقّاد الذي أشرق في حياتي؟ أين وأين وأين..؟
ما زال همسك يحتل مساحة أذنيّ.. وما زال قلبي يحن لحفيف صوتك حين ترسل الكلمات في رحابة كوني..
لكل غائب عذر إلا أنت فلغيابك إبهام مطلسم .. ولغز محير!!
هأنذي وصلت إلى حدودك ولكن دون جدوى.. وقفت على باب انتظارك أرجو أن يفتح ذلك القلب ولكن هيهات.. فمفتاحه ضاع في لجج التيه الموغل في الترحال..
غرقت حزناً في دموعي فتقاذفتني الأمواج وغاب عني شاطئ الأمان لأكمل ما تبقى من أنفاسي وحيدة في محبس الكآبة.
قلبي في بعادك استحال هدفاً للسهام المناوشات، ظن في أعقاب ظن.. وجرح في داخل جرح ..ونصل على غائر جرح..

كذباً تحدثني بأنك مهتم لجراحي وحزين لآلامي ومهتم بما يحدث لي.. وأنت بالأحرى تتجاهل قلبي بكل ما فيه من حب وحنان، وتدوس على كل نبض فيه بخطى رحيلك..
أعجب كيف صدقت أنك تملك الحب الذي يحو بأسباب الهناء..!
أنا ما زلت أسيرة ذلك الحلم الذي أودعته في قلبي وأحلامنا التي شيدنها قصوراً من رمال في مجرى سيل الأيام..
غبت .. فغاب معك الفرح.. وخلت سمائي من قمرها البازغ المنير..
يا من أحببتك.. أكان ما بيننا مجرد حلم قصرت ليلته وطلع نهار حقيقته المريرة..؟
حلم استيقظت أنت منه راحلاً وبقيت أنا فيه قلقة وحزينة..
فمن ذا يوقظ قلبي ويقنعه أن ذلك كان مجرد حلم فقط.

خواطر

عيناك نافذتا تحليقي

لأنك أنت الذي أحبني وساق خطاي نحو هذا الطريق..
لأنك أنت الذي أعطاني إشارة المسير فانطلقت..
لأنك من زرع الأحلام في قلبي
لأنك كنت المبادر أحسست بالنفور منك أولاً، لكنني أحببتك بعدها..
لم أستطع الفرار من عواطفي التي باتت تحاصرني صباح مساء، صحواً ومناماً يقظةً وغفلة.. ما كنت أحب أن أكره على الحب، لكنه بات يحاصرني من كل منفذ وزاوية.. حتى خضعت ولنت واستسلمت لك..
في البدء لمست فيك جميع ما لا يسرني من الأوصاف فكرهتك وعافيت النظر إليك، إلى أن جاء ذلك اليوم.. أتذكره؟ رأيتك يومها بصورة مختلفة ومغايرة لما ألفته في داخلي، عيناك كانتا نافذتين حلقت عبرهما في فضاء لازوردي بهي..لم أر مثل البريق الذي يحوطهما من قبل، كان شيئاً باهراً وجاذباً..
وسرت في عوالمك.. أقتفي خطاك وأتابع أنفاسك واستظل بحنوك الدافئ وحبك الفياض المسكاب..
أحببتك حد الذوبان والتوهان، سكنت أعماقي واستوليت على كنوز قلبي، لكم أنا سعيدة بك وفخورة وراضية.

خواطر

كرهت التزييف والنفاق

كلما لج بي التيه في بحرك .. تلفت نحو شط الأمان .. أريد لزورق أحلامي أن يرسو عليه.. أريد أن أتخلص من هذا الحب الذي أرهقني وأقتات من عمري .. أريد الخلاص .. ولكن هيهات…
أنت لم تكن سوى ظلمة ليل حالك تاهت فيه خطاي ولم يهدني ضوءً لأبصر الطريق..
وإذا جازوت ليلك وجدتك نهاراً يعشى ضوءه عيني ويصم ضجيجه أذني ويحطم معنى السكون والطمأنينة في قلبي…
أريد الهروب من كونك المتناقض هذا
أصبح مملاً وسمجاً ومرعباً
لا تغضب من صراحتي ولا تهتاج.. فأنا أخاف من هيجانك المدمر.. أشعر في لحظتها أنك مخلوق آخر غير الذي عرفته من قبل.
لا أريد لك أن تظل صامتاً كذلك.. أود أن أعرف ما يدور في خلدك وما يمور في شعورك..
أنا لم أعد أميز شيئاً فقد تداخلت في داخلي الرؤى وتشابهت الدروب..
لا تسخر مني.. وتحمل أفكاري محمل التفاهة والتصغير ..
لا تعتقد بأن أحمل أفكاراً سخيفة ومعتقدات بالية فأنا ما عدت قادرة على احتمال نقدك العنيف…
أنت الوحيد الذي يعرف ما يسعدني وما يغضبني .. فكف عن السخرية بي…
أنت تعرف ذلك أكثر من أي إنسان آخر في هذا الكون.. أكثر مني حتى جعلتني أشك في نفسي..
أحياناً كثيرة أراك كطبيب نفساني يعرف كل خلجات نفسي …
لا تعجب من قولي هذا فكل شئ أصبح مقبولا ومتوقعاً
هكذا هم البشر على مر التاريخ.. تسيرهم قاعدة خالف تعرف.. ويبدو أننا بتنا نحب في أقل من طرفة العين برغم تمام علمنا بعذاب الحب..
لا تنظر إلي هكذا..
أنت الذي أوحيت لي بأن الحب ليس بعذاب وتركتني أقفو الأثر الحارق المميت..
طريقك أنت..
لا تتخيل بأني أتهرب فالهرب ليس من ديدني كما أنني لا أحب النفاق أحب المواجهة والصراحة والوضوح…
هأنذي أحدث وأصارحك بمشاعري الحقيقية دون رتوش..
كرهت هذا التزييف والنفاق والتنميق..
سأعيدها لك .. اسمعها بكل حواسك..
حياتنا صارت مملة..
مشاعري نحوك يتقاذفها المد والجزر..
تشرق حيناً وتغرب في أخرى..
ليلها منطمس على نهارها..
وما عدت أدرى شيئاً البتة..
ما عدت أعرف صادق الشعور من زائفه..
أنت تعلم أين تقف ولا أعلم أنا موطئ قدمي
بحثت عنك ولم أجدك.. فأنت الوحيد القادر على الإجابة على كل تساؤلاتي…
أين انت؟
هل طواك الموت ولفك في سجنه العدمي..
أم إنك غادرت مطار الحب بدون جواز أو إذن سفر..
نعم كل الوجوه بعدك يلفها ضباب بغيض إلى نفسي.. رغم الجمال الذي يكسوها..
لكن عيني أصبحت لا ترى وروحي كفيفة.. إلا من رسمك في داخلي ووجهك الذي يشع نوراً في مخيلتي حين رسمته بحبك وارتحلت..

خواطر

مهاوي الضياع

رأيتك.. كانت المرة الأولى التي يلتقي بصري فيها ببصرك.. سرى شئ مثل الكهرباء في أعصابي شئ تراه ولا تكاد تلمسه تحسه ولا تستطيع تأطيره، لم يكن يعنيني ساعتها شئ غير اغتنام هذه الفرصة والتملّي في هذا المناخ الملائكي.. شعرت بأخلاط من الهيبة وسمت الوقار تكسو محياك…
كنت معلقاً في سماء أمنياتي وكانت عيناك نجمتان تلتمعان في بعد المسافة التي بيننا… لم استطع الكلام ولم أقوَ عيه، شئ ما كان يحبسها، حضورك هذا ذهب بلسان الحروف وطمس الكلمات ولم يبقى لي سوى الدهشة تقتات من تفاصيل وجهي… اهمس في داخلي بكلمات سطرت في عيني.. أخاف ان تقرأها… وحتى لا استطرد كان لابد من عودتي إلى شاطئ الواقع، أخاف أن تسقطني اندفاعاتي إلى عشق يهوي بي مزالق الأيام.. كيف لي أن أصف إحساسي نحوك وقد مثّلت لي عيناك ميناءً لقلبي …
رسمت خطواتك لي ممراً من الشوق ، فجزت عبره وامحيت في دائرة من تهويم سرّح بي خارج الكون والعالم.. تسرب إليّ الأمان فغفوت كطفل بريء ينام وهو يلعب…حلمت بك تأخذني إلى قصر لبناته من مشاعر وأحاسيس والحب هوائه الذي أتنفس، تصورتك فارس يصهل جواده شوقاً إلى مهرة مرهونة خلف أبواب الزمان.. يا فارسا هزمه الحب وخلد في تاريخي …
أمامك تتوقف الحياة لأحتفظ باللحظة الأعمق.. ذلك كان حلمي الذي سرعان ما استيقظت منه… لأجد الفواصل بيننا،والمسافات تعلن ذاتها في مهاوي الضياع.. لأعود بعد ذلك والعيون مفتوحة لأشغل نفسي فأنا أعرف قلبي كزجاج لا يقوى على شروخ الحب …

خواطر

كيف السبيل إليك؟

أحببتك.. والحب يقود الخطى نحو الخنوع
أحببتك .. فإذا كل مبادئي تتلاشى …
حبك بدّل كل شئ فيّ.. غير طعم أيامي.. ومناخ أفكاري.. وطقس لحظاتي..
لا شئ يقف في وجه حبك مهما تطاولت أو تعالت كالجبال الراسيات..
تغيرت تغيراً كبيراً وتغير كل شئ فيّ .. وإني لأتعجب من ذلك!!
كيف استطعت أن أتغير بكل هذه السهولة لك..
كيف استطعت أن أملك حق الغفران لك بكل بساطة وأن تسدر في تيهك وغيك وأخطائك معي ولا أجد محاسباً أو معاقباً أو حتى معاتباً في قلبي..
وحتى عندما أثور وأغضب أتذكر إحسانك لي وصنعيك الجميل لي فأعود خجلى فإذا الغضب قد زال وحل محله حب جارف لك.. سرعان ما أجدك قادماً في بُرد الحب وديباج الوداد، فتنطوي صفحة الغضب ويعود الحب قوياً وفتياً
هكذا كانت الأيام تمضي بيننا.. فهل من سبيل لأن ألقاك مرة أخرى بعدما أخذتك متطلبات الحياة ومشاغلها في المسالك البعيدة النائية القصية…
أعلم أنك تسمعني وتحس بما أحس به.. فإننا طيفان جاوبا المدى طوافاً ساحراً..
لكني برغم علمي أنتظر ردك لتستيقظ الأزهار الذابلة في بيادر عمري.. أنتظر ردك لأغلق باب الأحزان وامسح ما سال من الدمعات..
انتظر ردك لأعيد تخطيط البسمة على شفاهي المضمحلة وأبدأ في نسج قصة الفرح.. قصة إنكار ذاتي فداءً لحب باقٍ وخالد مع الأيام.

خواطر

أقوى من النسيان

ترفق بي ولا ترحل..
لا تغب.. فأنا من دونك ذكرى ليس له وجود..
ارحم قلبي الموبوء بداء حبك .. فأنت الداء والدواء
وما أنا إلا سقيمة لا طبيب لها سواك..
عينك تنفتحان أمامي مدناً من الأحزان..
وعيناي عالم من الأشجان..
أنت وطن لروحي الرحالة التي تأبى أن يكون لها مكان..
أنت الأمان لقلب دار في دوامة الزمان..
تمهل أيها الراحل فما أنا إلا أنت في لوحة الأكوان..
يا نبع الحنان الثر يا ملهم الوجدان..
لك مني الحب والامتنان.. عواطف مسيرة تهواك حاضراً وماضياً إلى أقصى درجات الحب..
حنيني ينساب كالفيضان.. غرام احتل كل المساحات فيّ فكيف بمثل هذا الغرام أن يذوب.. أن يرحل بعد أن رسم الملامح وحدد معالم الصورة في داخلي..
انظر إلى داخلي هل ترى الفوضى التي أحدثتها.. هل تسمع هذا الأنين المنبعث من كل جوارحي؟ لكن لمن الشكوى ولمن أبث نجوى مدامعي..؟
جور هو الهوى اتحمله وحدي..
أرجوك ساعدني ببقائك قربي.. فرحيلك سوف يدمرني ويحيلني إلى فتات..
لقد أغرقتني في حبك فلا تطوى الشراع فبحر الأيام هائج..
في داخلي نواح مستمر مع الأيام.. مشاعري تنازع رحيلك القسري.. مهلاً لم العجلة؟ لم الفرار؟
أتريد أن تتخلص من هذا الهوى؟ أتريد أن تهرب إلى حيث العذاب؟
أنسيت محاولتك ومحاولتي في تجاوز الفشل والإبقاء على جذوة المشاعر في قلبينا لتنير لنا الطريق؟
بحق الحب أبقى ولا ترحل فما بيننا أقوى من النسيان أقوى من أقوى إنسان.