خواطر

حلم قصير الليل

يتجاور ظلك خلف أسئلة وضوحي.. وتستقيم الحيرة أعمدة في مغمار الحيرة.. حين أخصك بهذا الحديث وأنت ممعن في غيابك غير المبرر.. هل من سبب يسرّب الاقتناع إلى قلبي ويعيد ترتيب الطمأنينة إلى جوانحي..
خذ صمتك زورقاً في تيه أسئلتي وأعبر ما شاء لك العبور، مضيقاً في إثر مضيق، ستجدني أطرق الأبواب بأسئلتي الحيرى، أعلم أن الصدى سيكون الجواب فلسانك لا يطاوع الحقيقة وقلبك يجافى الصواب..
دموعي هنا تسيل لما أنا فيه من حال بائس كئيب.. أيعقل أن يكون التجافى من بعد ما كان التصافي..؟
أين ذلك القلب أحببته وأحبني؟ أين ذلك الفؤاد الذي رشّ في دنياي كلماته النديات؟ أين تلك الروح التى حوّمت في مداري وصنعت قوس قزح مضئ القسمات؟ أين ذلك العقل الوقّاد الذي أشرق في حياتي؟ أين وأين وأين..؟
ما زال همسك يحتل مساحة أذنيّ.. وما زال قلبي يحن لحفيف صوتك حين ترسل الكلمات في رحابة كوني..
لكل غائب عذر إلا أنت فلغيابك إبهام مطلسم .. ولغز محير!!
هأنذي وصلت إلى حدودك ولكن دون جدوى.. وقفت على باب انتظارك أرجو أن يفتح ذلك القلب ولكن هيهات.. فمفتاحه ضاع في لجج التيه الموغل في الترحال..
غرقت حزناً في دموعي فتقاذفتني الأمواج وغاب عني شاطئ الأمان لأكمل ما تبقى من أنفاسي وحيدة في محبس الكآبة.
قلبي في بعادك استحال هدفاً للسهام المناوشات، ظن في أعقاب ظن.. وجرح في داخل جرح ..ونصل على غائر جرح..

كذباً تحدثني بأنك مهتم لجراحي وحزين لآلامي ومهتم بما يحدث لي.. وأنت بالأحرى تتجاهل قلبي بكل ما فيه من حب وحنان، وتدوس على كل نبض فيه بخطى رحيلك..
أعجب كيف صدقت أنك تملك الحب الذي يحو بأسباب الهناء..!
أنا ما زلت أسيرة ذلك الحلم الذي أودعته في قلبي وأحلامنا التي شيدنها قصوراً من رمال في مجرى سيل الأيام..
غبت .. فغاب معك الفرح.. وخلت سمائي من قمرها البازغ المنير..
يا من أحببتك.. أكان ما بيننا مجرد حلم قصرت ليلته وطلع نهار حقيقته المريرة..؟
حلم استيقظت أنت منه راحلاً وبقيت أنا فيه قلقة وحزينة..
فمن ذا يوقظ قلبي ويقنعه أن ذلك كان مجرد حلم فقط.

أضف تعليق