خواطر

مهاوي الضياع

رأيتك.. كانت المرة الأولى التي يلتقي بصري فيها ببصرك.. سرى شئ مثل الكهرباء في أعصابي شئ تراه ولا تكاد تلمسه تحسه ولا تستطيع تأطيره، لم يكن يعنيني ساعتها شئ غير اغتنام هذه الفرصة والتملّي في هذا المناخ الملائكي.. شعرت بأخلاط من الهيبة وسمت الوقار تكسو محياك…
كنت معلقاً في سماء أمنياتي وكانت عيناك نجمتان تلتمعان في بعد المسافة التي بيننا… لم استطع الكلام ولم أقوَ عيه، شئ ما كان يحبسها، حضورك هذا ذهب بلسان الحروف وطمس الكلمات ولم يبقى لي سوى الدهشة تقتات من تفاصيل وجهي… اهمس في داخلي بكلمات سطرت في عيني.. أخاف ان تقرأها… وحتى لا استطرد كان لابد من عودتي إلى شاطئ الواقع، أخاف أن تسقطني اندفاعاتي إلى عشق يهوي بي مزالق الأيام.. كيف لي أن أصف إحساسي نحوك وقد مثّلت لي عيناك ميناءً لقلبي …
رسمت خطواتك لي ممراً من الشوق ، فجزت عبره وامحيت في دائرة من تهويم سرّح بي خارج الكون والعالم.. تسرب إليّ الأمان فغفوت كطفل بريء ينام وهو يلعب…حلمت بك تأخذني إلى قصر لبناته من مشاعر وأحاسيس والحب هوائه الذي أتنفس، تصورتك فارس يصهل جواده شوقاً إلى مهرة مرهونة خلف أبواب الزمان.. يا فارسا هزمه الحب وخلد في تاريخي …
أمامك تتوقف الحياة لأحتفظ باللحظة الأعمق.. ذلك كان حلمي الذي سرعان ما استيقظت منه… لأجد الفواصل بيننا،والمسافات تعلن ذاتها في مهاوي الضياع.. لأعود بعد ذلك والعيون مفتوحة لأشغل نفسي فأنا أعرف قلبي كزجاج لا يقوى على شروخ الحب …

أضف تعليق